القبض على “سفاح صيدنايا”
في تطور أمني لافت، أعلنت السلطات السورية عن القبض على اللواء محمد كنجو حسن، المعروف بلقب “سفاح صيدنايا”، في عملية أمنية معقدة بريف طرطوس. يأتي ذلك بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث يعتبر كنجو المسؤول الأول عن سلسلة من الجرائم البشعة التي ارتكبت في سجن صيدنايا، أحد أسوأ السجون سمعة في سوريا.
دور كنجو في نظام الأسد
ولد محمد كنجو حسن في قرية خربة المعزة عام 1957، والتحق بجيش نظام الأسد بعد حصوله على شهادة الحقوق من جامعة دمشق. تدرج في مناصب القضاء العسكري حتى بلغ رتبة اللواء وشغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري. خلال الثورة السورية، كان كنجو يشغل منصب النائب العام العسكري في المحكمة الميدانية العسكرية، حيث ارتبط اسمه بإصدار آلاف الأحكام بالإعدام والسجن المؤبد على المعتقلين السياسيين والعسكريين.
أساليب قمعية في المحاكمات
اشتهر كنجو بأساليبه القمعية في محاكمة المعتقلين، حيث كانت جلسات المحاكمة تستغرق دقائق معدودة دون إعطاء فرصة للمتهمين للدفاع عن أنفسهم. وفقًا لشهادات الناجين، كان كنجو يتعاون مع الأجهزة الأمنية لإدراج عبارات موحدة في إفادات المعتقلين لتبرير إصدار أحكام الإعدام، حتى في الحالات التي تثبت فيها براءة المعتقلين.
الثروة والابتزاز
استغل كنجو منصبه لتحقيق مكاسب مالية هائلة تجاوزت 150 مليون دولار أمريكي، من خلال ابتزاز أهالي المعتقلين للحصول على معلومات عن ذويهم أو تحسين ظروف اعتقالهم. تشير تقارير إلى أنه دفع مبلغ 6 ملايين دولار لتمديد خدمته بعد بلوغه سن التقاعد.
ردود الفعل الدولية والمحلية
تلقى القبض على كنجو ردود فعل واسعة، حيث اعتبر الائتلاف الوطني السوري أن هذه الخطوة تمثل بداية لتحقيق العدالة والمحاسبة لمرتكبي الجرائم ضد الشعب السوري. فرضت بريطانيا عقوبات على كنجو لدوره في القمع الوحشي الذي مارسه نظام الأسد.
أهمية القبض على كنجو
يعد القبض على كنجو خطوة هامة في سبيل تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وذويهم في سوريا. يعكس هذا الحدث التحول في واقع البلاد بعد أكثر من عقد من الصراع، ويمهد الطريق لبناء مستقبل قائم على العدالة والحرية والكرامة.